في علم التسويق هناك فرق كبير بين الدعاية والإعلان، لكن ما يحدث في وسائل التواصل الاجتماعي حالياً، هو خلط ودمج وفوضى و«شوربة» دعائية وإعلانية، والمشكلة الرئيسة أن هذا الخلط، وهذه الفوضى، لهما تأثير مباشر في ميزانيات وجيوب، وأحياناً صحة، المتابعين المتأثرين بشدة بمشاهير التواصل الاجتماعي، الذين بدورهم لا يكترثون لأحد، فقد وجدوا فرصة من ذهب في غفلة من الزمن، ويسعون لاستغلالها بقوة قبل أن ينتبه الغافلون!
الإعلان حق مشروع لكل من يريده، وفي أي مجال من مجالات المال والأعمال، شريطة ألا يتعارض مع قوانين وأعراف الدولة، والإعلان له قواعد وأساسيات معروفة، ليست عيباً ولا حراماً، فهو مدفوع القيمة، أي مقابل أجر مالي، وهو مخصص لتسليط الضوء، أو الحديث عن إيجابيات ومزايا المُنتَج، لذلك يُشترط في الإعلان أن يكون المُعلِن معروفاً ومعلوماً، سواء كان فرداً أو شركة أو مطعماً أو غير ذلك.
أما الدعاية فهي التي يتناقلها الأفراد بينهم، من دون أن يطلب ذلك منهم صاحب العمل أو الشركة أو المطعم.
إنهم يمدحون شيئاً معيناً، أو مكاناً معيناً أو منتجاً معيناً بعد أن جربوه، سواء كان ذلك المدح في حديث أو مجلس أو وسيلة تواصل اجتماعي، من دون أن يحصلوا على مقابل مالي نظير هذا المدح، والأهم أن «الدعاية» ليست مقتصرة على ذكر المزايا، فبخلاف الإعلان يتم تسليط الضوء فيها على الإيجابيات والسلبيات، وعلى العيوب والمزايا، لذلك فهي الأكثر صدقية عند الناس، لأنها من غير مقابل مالي أولاً، وأكثر صراحة ثانياً.
ما يحدث اليوم هو خلط بين المفهومين، وهذا الخلط بين الإعلان المدفوع، والدعاية غير المدفوعة، فيه كثير من التضليل للمتابعين والمستهلكين، فأغلب مشاهير التواصل يُغرون متابعيهم بهذه الطريقة، ويحصلون على المال بحجة أنهم جربوا المُنتج، وأعجبوا به، واستفادوا منه، في حين أنهم لم يفعلوا ذلك إطلاقاً!